السبت، 24 يناير 2009

طلع بجد !

الجمعة 23 يناير

كان يوم جميل ...
كان يوم زيارة الجرحي الفلسطينيين بمعهد ناصر


كنا حوالي 30 واحد اغلبنا كان من طب
و اغلب اللي من طب كانوا من خامسة و رابعة
و بالمناسبة يعني كان معانا د/ مصطفي عكر
اول حاجة اتعرفنا علي بعض
و ناس محترمة بجد كلهم و انا اتبسطت اني طلعت معاهم و اتعرفت عليهم
كانت البداية ان كل واحد يقول لنا كده هو طالع ليه .. نيته ايه من الزيارة يعني

( عيادة مريض .. نقول لهم ان احنا معاكم ...نثبتهم ... نشوف جزء من الحقيقة بعنينا .. عايز اعرف هم ازاي صامدين ... نعرف ان احنا قريبين اوي ...نحس ان دول اخواتنا ... ما تبقاش حياتك كلها لمصلحتك بس ... هم ايه وجهة نظرهم عن مصر و المصريين .. عايزين مننا ايه ؟ ... ينصحونا بايه ... عايز اشوف معهد ناصر ... عايز اصلي في مكان جديد يشهد لي يوم القيامة ... استفيد انا من خبراتهم و معاناتهم وصمودهم و ثباتهم ... اعرف ان مشاكلي = و لا حاجة ........ )

----------------

مش هيهمك اوي ان احنا صلينا الجمعة في جامع قصاد المعهد و مجموعة في جامع تاني قريب برضه .. و لا هيهمك ان الكارنيه طلع له فايدة و ما دفعناش التذكرة ... و اتخانقنا جوة مع ادارة المستشفي
علشان كان في ابن اخو اسماعيل هنية في المستشفي و ما كانوش عايزينا ندخل و نتكلم معاه
مش هايهمك ان السواق كان سعيد بينا لاننا اتاخرنا ع المعاد !

المهم
انا هاقول شوية مواقف - و ده اللي يهم - لناس شوفتهم و اتكلمت معاهم
طبعا ما اتكلمتش باستفاضة مع كل الناس لظروف المرض احيانا و لظروف الوقت احيان اخري
نبدأ مع ...........




علاء : طفل ( راجل صغير ) فلسطيني عنده 11 سنة اتصاب في القصف .. عنده 6 اخوات كل اساميهم بتنتهي بالف و همزة وواحد منهم اتصاب و بيتعالج في الشيخ زايد محتفظ بصوره مع منه شلبي و حنان ترك و تامر ! و فرحان بالصور دي جدا !!
الواد ده زي العسل و دمه خفيف اوي هو طفل بس مصاب في رجله بشظية !

******************



احمد : شاب فلسطيني من حركة حماس .. قعد يكلما كتير اوي عن حكومة حماس و انها رجعت الانضباط و الالتزام و اثني علي ناس كتير من قيادات حماس ... كلمنا اكتر عن خريطة غزة و جغرافيتها كلمنا ازاي الناس وقت الضرب كانت ملتزمة بصلاة الجماعة في المسجد ان الجامع بيبقي مليان .. كلمنا و هو شغال ع المعبر اصلا ان المساعدات اللي بتيجي اللي بيخش منها بطريق مباشر بيبقي الادوية .. و المساعدات التانية بتخش عن طريق الامم المتحدة و تحت علمها
كلمنا عن الانفاق و ان غزة عايشة علي الانفاق دي تقريبا ( اكتر من حد قال الحته دي )
كلمنا برضه عن الحصار اكتر و انه كان اول مرة يشوف حاجات كتييييير في مصر حاجات بسيطة جدا بس ماكانش شافها بقاله فترة من بداية الحصار و قال حتي الانابيب ما عدتش موجودة هناك ... و انه هيشتري سبرتاية هنا من مصر لانهم دلوقتي بيطبخوا علي النار !
ادالنا درس في انواع الاسلحة اللي مع الجانبين
قال ان فكرة الانفاق دي مش بس ع الحدود ده فيه منها كتير بين البيوت في غزة و بيستخدمها المقاومين بطريقة ابهرت حتي المحللين الاسرائيليين
تطلب مننا ايه يا احمد ؟
الدعاء و الله و لا حاجة غير الدعاء
كان في ناس بتوزع حاجات عليهم رفض و قال و الله ماله لازمة بس الدعاء و لو هتتبرع اتبرع للي هناك محتاجين اكتر !


******************


فداء
طالبة في كلية الاعلام بالجامعة الاسلامية
عايزة تشتغل في مجال العلاقات العامة و مش عايزة تطلع صحفية
انت عارف في ناس كده تحس انها متفاءلة و بتحب الحياة عارف انت الناس دي
اهي فداء بقي منهم


******************



كان بيتأوه وواضح انه متوجع جدا
كنا ناووين ندخل نسلم عليه سريعا و نطلع علشان ما نتعبوش
لقيناه هو اللي بيتكلم
و قال ان بيته اتهد في القصف
و مات في الموضوع ده زوجته و اولاده
و هو طلع من تحت انقاض بيته بعد يومين
الغريب انه بعد كل كلمة و كلمة كان بيقول الحمد لله


******************


هو عسكري سابق في حركة فتح
مصاب من دبابة مش صاروخ
كان معمول له عملية استكشاف علشان الشظايا اللي اتشرت في البطن
اعلن رأيه في الخلاف و الانشقاق بين جبهتي فتح و حماس بلعن الجهتين


******************


قابلنا بعدها واحد من فتح برضه
شغال مبرمج كمبيوتر
هو كاره لجبهة حماس و شايف انهم بيتعاملوا بقسوة
مع التابعين لحركة فتح لدرجة طرده من شغله
و بيقول اني مع اي حد يرفع راية لا اله الا الله محمد رسول الله
سواء كانت حمرا او خضرا او سودا
( جامدة الكلمة دي علي فكرة )


******************


حاجتين اكتر من حد علق عليهم ..

- لبس بعض من البنات الغير لائق في مصر

- ان احنا في مصر بنقول الاسم الاول و التاني ( محمد حسن )
و هم بيقولو الاسم و اسم العيلة ( محمد الميداني )


******************



- الارض اغلي و لا الولد ؟

= الارض طبعا ... الولد نجيب غيره ! بس الارض لو ضاعت منين نجيب غيرها !


******************



- ربنا ينصركم ان شاء الله

= ياخي النصر ما بييجي بالكلام بييجي بالالتزام .. ييجي بالعمل


******************



(( اللي مش هيضحك مش هيطلع في الصورة ! ))


******************



في زيارة وزيرة القوي العاملة لها
الوزيرة : عايزيننا نفتح لكم المعبر علشان تيجوا و تقعدوا عندنا
الست : و الله لو مليتوا لي الاوضة دي دهب مش هاسيب ارضي


******************


- احنا مش بنخاف منهم
الولاد الصغار مش بيخافوا منهم
الطفل مش بيدخل يستخبي لما يشوف الجندي اليهودي

- حتى جثة الشهيد بيخافوا منها


******************


- بتعملوا ايه لما حد عندكو يستشهد ؟

= انا اخويا استشهد ... و بجد فراق الاخ صعب
بس احنا بنستقبل شهداءنا بالزغاريد !
انا اخويا كان من المجاهدين المقاومين و استشهد و هو عنده 19 سنة واجهم وجها لوجه و استشهد .. كان متوضي و مصلي العصر
و الله في الضرب الاخير انا اتوضيت و صليت ركعتين لله ان انا و زوجي و اولادي الاربعة نستشهد


******************



الحاجة هيام
الحاجة هيام دي بقي حكايتها حكاية
من حظنا انها كانت جاية زيارة لاهلها
و ده ادالنا الفرصة اننا نتكلم معاها
كلمتنا في الاول عن الصلاة في المسجد الاقصي ( اللهم ارزقنا )
و بعد كده عن اهم فترة من فترات حياتها
فترة اعتقالها في السجون الاسرائيلية
كانت حوال سنتين و نص
حكت لنا علي الفترة دي
لحظة اعتقالها ووصفت لنا قسوة الجنود الاسرائيلين
و هم بيقبضوا عليها
هي كانت نشيطة في المقاومة
و اتهموها بانها مخبية متفجرات في البالطو اللي كانت لابساه
حكت اول لحظاتها في السجن
لما اشتبكت مع مجندة اسرائيلية
و وقتها اتضربت بـ(ـبوز البارودة ) في بطنها
و بتعاني من تعب حتي الان نتيجة للضربة دي
بتحكي عن السجن و توصف و بتقول انه قد حمام اوضة المستشفي تقريبا
انه كان كل محتوياته فقط حاجة يتغطوا بيها و جردل لقضاء الحاجة

بتحكي عن حياتهم في السجن
انهم كانوا بيعملوا حلقات ذكر
كانوا بيقروا قران بشكل منتظم
كانوا بيجيبوا نوا المشمش ويكحتوا فيه و يعملوا منه سبح
كانوا بيصوموا صوم داوود يوم و يوم

بتحكي عن المعاملة الغير ادمية في السجون
بتحكي عن التفتيش الدائم
و عن قلقهم الدائم من السجينات
بتحكي عن منع الضوء عنهم لايام
لدرجة ان فتيات منهم اتصابوا بامراض جلدية
الاكل الردئ اللي كان بيتقدم لهم
حكت عن اصعب لحظاتها في السجن
لما جالها خبر وفاة والدتها

بتحكي عن العصافير اللي كانت في السجن ( العصافير بالفلسطيني يعني ناس بتدسهم الـ .... احنا : عارفين عارفين )

بتحكي عن عزة و عن كرامه ...
كانوا مخصصين مجندة لتفتيشنا ما كناش بنرضي جندي يلمسنا
كان قبل ما الظابط يمر كنا لازم نلبس عباية الصلاة
بتحكي عن معني الكرامة كتير
ان حياة الانسان مالهاش لزمة من غير عزة من غير كرامة
بتحكي عن حد كل همه الاكل و بس و بتوصفه الوصف الصح انه كده يبقي دابة !

بتحكي عن زميلات في السجن
عن واحدة كانت معاها و اتحكم عليها بـ 16 مؤبد
( و في السجون الاسرائيلية لو مت قبل ما تكمل العقوبة بيخلوا جثتك تكمل العقوبة )
و اد ايه متأثرة بيها لانها كانت مريضة و كانوا بيقسموا الادوية المسكنة مع بعض ( لاحظ ان دي حكايات حقيقية
سمعتها بودني مش شوفتها في فيلم )
و علي رغم مرضها ده
كانت - زميلتها - ساعدت المقاومين في عمليتين استشهاديتين

وريتنا صور لاخوها الشهيد
و ريتنا صور لابنها اللي موت خاله ما خلاهوش جبان انه يشيل سلاح
و متصور بيه من و هو عنده 3 سنين


اخر كلمة اللي خلتها تتأثر اوي و تبكي
قالت اني لما ابقي في مصر
مش باحب انزل في العيد
لاني لما باشوف الاطفال فرحانه
بافتكر اطفالنا !

لسه عندها ثقه كبيرة اوي اوي في المقاومة

اتكلمت في حاجات كتيييييير اوي
و كلامها ما يتشبعش منه


في حاجات لما كنت باسمعها في التلفزيون
باقول ده كلام افلام و كلام علشان الكاميرا بتصور
بس دلوقتي عرفت انه طلع بجد !

هناك تعليق واحد: